التبيان في علوم القرآن

الوارث محمد نهاس

٢٧ فبراير ٢٠٢٤

الكتب المختارة - ١

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن حمل لواء دعوته إلى يوم الدين. وبعد،


مما لا يخفى أن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى ومعجزة أشرف المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وقد تسابق كثير من العلماء والفصحاء والبلغاء في تأليف الكتب حول معجزات القرآن و معانيه البلاغية وألفاظه وتراكيبه وفصاحته اللغوية. ولكن لا نفهم معاني القرآن الكريم ولا يتحقق الوقوفُ على ما حواه من نُصح وإرشاد إلا بطريق الكشف والبيان، لما تدل عليه آيات القرآن. ولذلك، صنف العلماء تفاسيرَ عظيمة للقرآن الكريم. التفاسير لها أهمية كثيرة في هذا العصر الحديث الذي فسدت فيه ملكة البيان العربي وضاعت فيه خصائصُ العروبة حتى من سلائل العرب أنفسهم. فالتفسير هو المفتاح لهذه الكنوز والذخائر. كما ضرب الله جل ثناؤه المثلَ في قوله الكريم :{ وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ }(سورة النحل،الآية:٤٤). وقد مست الحاجة إلى تشجيع طلبة علوم القرآن تحقيقا للمهارات في فن تفسير القرآن. فقام سماحة الشيخ محمد علي الصابوني بتصنيف كتابه الفريد 'التبيان في علوم القرآن'. يحتوي هذا الكتاب على أهمية فن تفسير القرآن وخلفيته التاريخية وعناصره الأساسية.


توطئةً إلى تفسير القرآن الكريم، يتضمن هذا الكتاب على أهمية علوم القرآن بما فيها أسباب النزول وحكم نزول الآيات وحكمة نزول القرآن مُفرّقا وجمع القرآن وأنواع التفاسير المختلفة للقرآن الكريم من المفسرين الأخيار وإعجاز القرآن الكريم ومعجزاته العلمية. وهذا الكتاب منقسم كما يلي:


الفصل الأول: علوم القرآن يحدد الشيخ الصابوني القرآن بالتعريف الذي اتفق عليه العلماء والأصوليون 'وهو كلام الله المعجز المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين بواسطة الأمين جبريل عليه السلام المكتوب في المصاحف المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المبدوء بسورة الفاتحة المختتم بسورة الناس. ويتحدث المصنف عن فضائل علوم القرآن بأدلة الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة. ويشتمل هذا الفصل أيضا على توطئة إلى علم التفسير.


الفصل الثاني: أسباب النزول يقول الشيخ الصابوني في هذا الفصل " إن معرفة أسباب النزول لها أثرٌ كبير في فهم معنى الآيات الكريمة ولهذا اعتنى كثير من العلماء بمعرفة أسباب النزول حتى أفرد له بالتصنيف جماعةٌ من العلماء، كان من أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري رحمه الله. ومن أشهر ما كتب في هذا الفن كتاب أسباب النزول للواحدي كما ألف فيه شيخ الإسلام ابن حجر، وألف فيه أيضا العلامة السيوطي كتابا حافلا عظيما سماه 'لباب النقول في أسباب النزول'. يناقش الكتاب في هذا الفصل عن فوائد معرفة أسباب النزول وأمثلتها على فوائد النزول.


الفصل الثالث: حكمة نزول القرآن مفرقا صدر المؤلف في هذا الفصل بعنوان نزول القرآن الكريم. ويبين في هذا الفصل تنزيل القرآن وحكم نزوله منجما بما فيها ست حكم جليلة من عند الله الحكيم. وفي نهاية هذا الفصل يتحدث عن وحي الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وواسطته.


الفصل الرابع: جمع القرآن وقد جُمع القرآن منذ عهد النبوة نفسه. وقد كان لجمع القرآن في عصر النبوة مستويان معا: أولا: الجمع في الصدور, عن طريق الحفظ والاستظهار ثانيا: الجمع في السطور, عن طريق الكتابة والنقش و لاحقا، جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه. ثم قام بها الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه. هذا الفصل يناقش عن ميزاتِ و خاصيات جمع أبي بكر وعثمان رضوان الله عليهما. وأيضا يشتمل على تساؤلات حول جمع القرآن.


الفصل الخامس: التفسير والمفسرون هذا الفصل يُبين أهمية التفسير والفرق بين التفسير والتأويل. وينقسم التفسير حسب الاصطلاح العلمي الدقيق إلى ثلاثة أقسام. أولا :التفسير بالرواية-وهذا الذي يسمى التفسير بالنقل أو التفسير بالمأثور. وثانيا: التفسير بالدراية-وهذا الذي يسمى التفسير بالرأي. وثالثا: التفسير بالإشارة-وهو الذي يسميه العلماء التفسيرَ الإشاري. القسم الأول يحتوي على أمثلة من القرآن الكريم ومن الحديث النبوي و من رواية الصحابة. والثاني على معنى التفسير بالرأي وأنواعه، وأقوال العلماء في جواز التفسير بالرأي. وأما الثالث فيحتوي على شروط لقبول التفسير الإشاري وأقوال العلماء فيه وأمثلة عليه. وفي نهاية هذا البحث يتحدث عن تفسير الشيعة والباطنية الخاطئتين.


الفصل السادس: المفسرون من التابعين المفسرون من التابعين أكثر من الصحابة المفسرين؛ لأن الذين اشتهروا بالتفسير من الصحابة لا يزيدون على عشرة. أما التابعون فقد كثر فيهم المفسرون واشتهروا شهرة واسعة. وعنهم نقل المفسرون معظم الآراء. وقد انقسموا إلى طبقات ثلاث. ١.طبقة أهل مكة ٢.طبقة أهل المدينة ٣.طبقة أهل العراق ويبين في هذا الفصل كل المفسرين من هذه الطبقات الثلاثة وتاريخهم موجزا.


الفصل السابع: إعجاز القرآن يقول المصنف رحمه الله "لم يحدث في تاريخ البشرية أن أمة من الأمم اعتنت بكتابها السماوي، كما اعتنت هذه الأمة المحمدية، ولم نسمع عن كتاب مقدس نال من الحفظ والرعاية والإجلال والإكبار كما نالها هذا الكتاب المجيد، معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة، وحجته البالغة، ودعوته إلى الناس أجمعين. ولا عجب أن ينال القرآن العظيم هذه المنزلة الرفيعة، ويحتل من نفوس المسلمين تلك المكانة الجليلة، ذلك لأن الأحداث التي رافقت نزول هذا الكتاب المقدس تجعله يتبوأ مكان الصدارة بين جميع الكتب السماوية، ويفوق كل ما جاء به الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من هداية وإصلاح وتربية وتعليم وسمو وتشريع." فإن كانت معجزة الأنبياء السابقين معجزات حسية فإن معجزة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم معجزة روحية عقلية، باقية على مَرِّ الزمان ليراها ذوو القلوب والبصائر. أما إعجاز القرآن فمعناه: إثبات عجز البشر متفرقين ومجتمعين عن الإتيان بمثله. كما قاله سبحانه وتعالى في قوله الكريم{ قُل لَّىِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰۤ أَن یَأۡتُوا۟ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا یَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضࣲ ظَهِیرࣰا }.


وأيضا هذا الفصل يتضمن على شروط المعجزة الإلٰهية. وهي خمسة، كما نبّه عليها العلماء، فإن اختل منها شرط لا تكون معجزة. ويتبين عشرة وجوه من إعجاز القرآن الكريم وأمثلتها من التاريخ التي توضح أسلوبَ القرآن والتشريع الإلٰهي الكامل وأمثلتها من واقع الحياة والإخبار عن المغيبات.


الفصل الثامن: معجزات القرآن العلمية يتضمن هذا الفصل على عدد من معجزات القرآن العلمي بما فيها وحدة الكون ونشأة الكون وتقسيم الذرة ونقص الأوكسجين والزوجية منبثة في كل شيء وأغشية الجنين و التلقيح بواسطة الرياح والحيوان المنوي واختلاف بصمات الإنسان. وأيضا يتأول العقيدة الإسلامية واليهودية والنصرانية. وفي نهاية هذا الفصل يتحدث عن تأثير القرآن في القلوب ودفع شبهة القول بالصرفة وأيضا أمثلة من حاول معارضة القرآن وفَشِل، والرد على شبهات إعجاز القرآن.


الفصل التاسع: نزول القرآن على سبعة أحرف والقراءات المشهورة يناقش في هذا الفصل عن الاختلاف في قراءة القرآن. و أدلة نزول القرآن على سبعة أحرف والحكم ورائها وبعض الشبهات الواردة على الموضوع والرد عليها. وفي نهاية هذا الفصل تتبين القراءات المشهورة والقراء السبعة. وبعصارة القول، إن هذا الكتاب بأجمعه لفتَ أنظارَ القُراء إلى أهمية علوم القرآن وعلوم التفسير وأنواعها. وطُبع هذا الكتاب المكتوب بقلم الشيخ الفاضل محمد علي الصابوني، الذي كان أستاذا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة بمكتبة أشعات الإسلام ،نيو دلهي، الهند.

الكتب المختارة

تعليقاتكم

المنشورات ذات الصلة

Loading