الذكاء الاصطناعي في الفقه الإسلامي

عبد الله الثقافي البلنوري الهندي

٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤

الإسلام دين إلهي وأساسه الوحي السماوي ويمس جميع الجوانب البشرية إيجابيا وسلبيا ويشير إلى اكتشافات مذهلة توجد في العصور


كما يفهم من المفهوم الواسع لقول الله تعالى "والعصر إن الإنسان لفي خسر" وقد جمع الله جميع ما تحتاج الأمة البشرية في هذه الآية قال الإمام الشافعي رحمه الله "إنها سورة لو لم ينزل إلى الناس إلا هي لَكَفَتْهُم"؛ حيث نقلها غير واحد من أهل العلم عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بعدة روايات وألفاظ متقاربة، تؤدي إلى معنًى واحد، ومن هذه الروايات: "لو ما أنزل الله حُجَّةً على خلقه إلا هذه السورة لَكَفَتْهم"، ورواية أخرى: "لو تدبَّر الناس هذه السورة لوسِعَتْهم"؛ [انظر: تفسير الإمام الشافعي (3/ 1461)، ( تفسير ابن كثير (1/ 203)، التحرير والتنوير (30/ 528]. وفي طيات هذه السورة إشارات إلى النبضات والتغيرات والمستجدات اللتي تتعرض العصور المختلفة لكن النظرة الإيجابية والسلبية أمر لا مفر منه وإلا يكون في الخسارة الفادحة كما يدل قوله تعالي " لفي خسر " ويؤيد هذا المعنى قراءة أخرى عن علي رضي الله عنها "والعصر ونوائب الدهر وأيضا في قوله تعالى فتبارك الله أحسن الخالقين إشارة إلى أن الإنسان يخلق بعض الأشياء الاصطناعي لكن ليس من العدم


قال الغزالي رحمه الله في المقصد الأسنى: لا حظ للعبد في اسمه تعالى الخالق إلا بوجه من المجاز بعيد فإذا بلغ في سياسة نفسه وسياسة الخلق مبلغاً ينفرد فيه باستنباط أمور لم يسبق إليها ويقدر مع ذلك على فعلها كان كالمخترع لما لم يكن له وجود من قبل فيجوز إطلاق الاسم أي الخالق عليه مجازاً. فجعل جواز إطلاق فعل الخلق على اختراع بعض العباد مشروطاً بهذه الحالة النادرة، ومع ذلك جعله مجازاً بعيداً فما حكاه الله في القرآن من قول عيسى عليه السلام: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ. وقول الله تعالى: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي. فإن ذلك مراعى فيه أصل الإطلاق اللغوي قبل غلبة استعمال مادة خلق في الخلق الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى، ثم تخصيص تلك المادة بتكوين الله تعالى الموجودات ومن أجل ذلك، قال تعالى: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. انتهى


"نظرا إلى هذه الآية وأمثالها من قوله" فلا أقسم بما تبصرون ومالا تبصرون "نستطيع أن نقول إن الأمة البشرية تري اكتشافات رائعة وعجائب هائلة " ولتعلمن نبأه بعد حين " " كلا سوف تعلمون "وعندما نقوم بالمقارنة بين حقائق القرآنية والاكتشافات العصرية نجد بدون شك التكنولوجيات العصر لها إشارات في القرآن


وعلي سبيل المثال عندما یخبر القرآن أنّ سلیمان علیه السلام يقطع مسافة بعد شهرین وهو یطیر في السماء، یشیر إلی أن الناس يستطيعون قطع مسافات بعيدة في السماء، أي یشیر إلی الآلات الجویة كالطائرة والهليكوبتر والطائرة النفّاثة.”وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ” (سورة سبأ 12)


وأيضا قوله تعالى " فالحاملات وقرا". أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن " فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه"، النظرة الواسعة في هذه الآيات ترشدنا إلى الطائرات المختلفة وإلى إيجاد حالة لا تتغير الأشياء مثل الطعام مثل الثلاجات ويفهم أيضا "علم الآثار"من قوله تعالى . “فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ” (سورة یونس، 92).وعلم الأجنة من قوله تعالى ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين”)سورة المؤمنون)، وكما يفهم الكهرباء من قوله تعالى "وإذا البحار سجرت" ،في الحقيقة هذه كلها تحقيقا لقوله تعالى : “مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ”(الأنعام: 38)، وقال تعالی: “وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.” (سورة الأنعام، 59)،


ولا يختلف اثنان في أن القران هو نقطة الانطلاق لهذه الاكتشافات العلمية كما قال محمد بن موسى الخوارزمي وهوواضع قواعد الحاسب الآلي، حتى سمّي بأبي الحاسب، ووضع الكثير من قواعد الرياضيات والتي دُرِّست في جامعات الغرب لقرون طويلة، واعتمد عليها علماء الغرب في وضع نظرياتهم واكتشافاتهم في مجال الرياضيات. وقد لقَّبه علماء الغرب بأبي الجبر فكتاب الجبر والمقابلة له أول كتاب في الحساب يُترجم إلى اللاتينية، وأول كتاب يضع أساساً علمياً لنظام عمل الحاسبات الرقمية الحديثة، "هذا الكتاب كما يقول مؤلفه كان سبب تأليفه هو تعاليم الإرث الواردة في القرآن الكريم" ولأجل ذلك نستطيع القول أن الإسلام فتح العقول وأنار آفاقاً جديدة أمام البشرية قال تعالى: “ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” (العلق: 1-5). وذُكرت كلمة “علم” في القرآن الكريم في أشكالها المختلفة من الفعل، والصفة، والاسم، وما إلى ذلك 777 مرة. بينما ظهرت كلمة القراءة (اقرأ) والتي تعني القراءة والفهم بأشكال مختلفة 88 مرة في القرآن. كما ظهرت كلمة فكر التي تعني “التفكير / التفكر / التأمل ” في أشكال مختلفة 18 مرة في القرآن. ظهرت كلمة عقل التي تعني الفهم واستخدام المعنى بأشكال مختلفة 49 مرة في القرآن الكريم. ظهرت كلمة تلا التي تعني “تلاوة / قراءة” بأشكال مختلفة 63 مرة في القرآن. وهذا يدل على الأهمية الهائلة المعطاة للمعرفة والعلم في القرآن والإسلام.


ولابد من الإشارة إلى أنه حيثما ورد ذكر العلم في القرآن، فإنه لا يشير إلى المعرفة الدينية فقط، ولكن هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الحقائق العلمية. لقد عمل العلماء عليها كثيرًا، ووجدوا أن هناك ما يقرب من ألف آية تتناول الحقائق العلمية. تنتمي هذه الآيات إلى مجالات علمية مختلفة، على سبيل المثال، علم الفلك، والفيزياء، والجيولوجيا، وعلم المحيطات، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والطب، ومن العجيب جدا أن الإنسان وجد إنسانا بديلا في العالم الجديد عندما حللنا الأمور الجارية في العصر الحديث نجد إنه كما سيطرت الشبكات والهواتف والتسهيلات العصرية على حياة الإنسان ويسيطر الذكاء الاصطناعي عن قرب على حياة البشرية بل على الإنسان أيضا وفي الحالة الأخيرة ينشأ تساؤلات الاصطناعي يسيطر على الدين؟ هل يكون الذكاء الاصطناعي خطرا على الإنسان أن يحقق آماله، هذا بحث ساخن في العالم هل يكون داخلا في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. والله اعلم.


يستعمل الإنسان الذكاء الاصطناعي في كل مجال، حتى في مجال الجنسية نظرا إلى ذلك أمر رئيس الأمريكي بفرض القيود على شركات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي آخذ التوسع في كافة المجالات ومن بينها المجال الديني، ففي اليابان ابتكر المهندسون عدة روبوتات، منها: “مِندار”Mindar في معبد “كيتو” لتحفيز الزوار للاهتمام بالتعاليم البوذية، وهذا الكاهن مصنوع من الألمونيوم، لكنه لم يمنح الاستقلال للحديث في الشأن الديني، ولعل ما جعل معابد أخرى تتنافس لتقديم نسخ أكثر تطورا.وفي ألمانيا طورت الكنيسة البروتستانتية -منذ سنوات- روبوتًا اسمه “بليس يو 2” Bless U-2 يحتوي على صندوق بشاشة تعمل باللمس، وله يدان ورأس، ويتكلم خمس لغات، ويبث نورا من عينيه ، كما أنه قادر أن يتحول بصوته إلى ذكر أو أنثى، حسبما يريد الشخص، أما الكنيسة الكاثوليكية فقدمت الراهب “سانتو ” SANTO الذي يقوم بوظائف الراهب الكاثوليكي، وتبحث الكنيسة إمكانية أن تقوم الروبوتات بمباركة الناس، أما الفاتيكان فسعى لإنشاء روبوتات طاردة للأرواح الشريرة، وتحدث آخرون عن “كنيسة الذكاء الاصطناعي” لكن المدهش هو أن الروبوتات هذه تم تقديمها لسد عجز الكهنة في أوروبا، وفي الصين تم تطوير راهب آلي يقدم تعاليم بوذا، حتى اليهودية تطرق لها الذكاء الاصطناعي، في روبوتات تلعب دور الحاخام، وتلقي خطبا دينية تستلهم التوراة هل ترديد الروبوتات لخطبة أو موعظة، أو حتى تقديم فتوى، يعني أنها باتت قادرة على القيام بالدور البشري في الدين، وهل تنقرض وظيفة رجل الدين مع التوسع في استخدام الروبوتات الدينية في مارس 2023 كُتب في صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقال بعنوان هل يمكن للدين أن ينقذنا من الذكاء الاصطناعي؟ تحدث عن انشغال كثير من المؤسسات الدينية بقضية الذكاء الاصطناعي، متى يصل هذا الإنسان الاصطناعي إماما وخطيبا إلى المساجد وأستاذا في المدارس والكليات والله أعلم.


فكرة الذكاء الاصطناعي تقفي جذور الروبوت الحديث، إلى أجهزة آلية اخترعت في الماضي البعيد وأطلق عليها «الآلات ذاتية الحركة». ففي طيبة في عهد قدماء المصريين حوالي عام 1500 قبل الميلاد، ابتُكر تمثال للملك ممنون كان يُصدر أصواتًا موسيقية جميلة كل صباح. وفي اليونان - خلال القرن الرابع ق.م. - اخترع أركيتاس عالم الرياضيات، حمامة آلية قادرة على الطيران. وفي القرن الثالث قبل الميلاد، اخترع ستيسيبيوس العديد من الأجهزة الآلية ومنها آلة موسيقية تشبه الأرغن تعمل بالمياه، إضافة إلى ساعة مائية، ولم تكن هذه أول ساعة مائية في التاريخ، فقد عرفها قدماء المصريون سابقًا، ولكن تميزت ساعة ستيسيبيوس بأنها كانت مزودة بجهاز يجعل من مستوى المياه ثابتًا، وكانت تعمل بنفس طريقة الغرفة العائمة في مازج السيارات الحديثة لكن بالنسبة إلى الإسلام ليست هذه وليدت اليوم والفقهاء القدامى تحركت في جميع الأصعدة بحثا واجتهادا واكتشافا ليس في الأمور الدينية فقط بل لهم سبقية في شتى ميادين العلم، وقد سجل التاريخ السبق لهؤلاء في الكثير من الاختراعات في جميع المجال ومنهم الإمام القرافي الذي أنشأ الروبوت كما قال الزركلي في كتابه الإعلام وكان الإمام القرافي مع تبحره في عدة فنون، من البارعين في عمل التماثيل المتحركة في الآلات الفلكية وغيرها، نقل عن كتابه (شرح المحصول) قوله: بلغني أن الملك الكامل وضع له شمعدان كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه، وخرج منه شخص يقف في خدمة الملك، فإذا انقضت عشر ساعات طلع الشخص على أعلى الشمعدان، وقال: صبح الله السلطان بالسعادة،. فيعلم أن الفجر قد طلع.قال: وعملت أنا هذا الشمعدان، وزدت فيه أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة، وفيه أسد تتغير عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد إلى الحمرة الشديدة، في كل ساعة لها لون، فإذا طلع الفجر طلع شخص على أعلى الشمعدان، وإصبعه في أذنه يشير إلى الأذان، غير أني عجزت عن صنعة الكلام) الأعلام 1\95


والأمر الذي يفهم من الكلام السابق أن الإمام القرافي كان بارعا في ميدان الاختراعات علي وجه الخصوص كان مشهورا بالميكانيكا الذي عرف قديما بعلم الحيَل وقد صرح الإمام القرافي في كتابه" “نفائس الأصول” الذي شرح فيه كتاب المحصول للرازي، خلاصته أن القاضي الفاضل وزير الملك الناصر صلاح الدين جاءه رجل مدعيا امتلاك صنم يتكلم، فلما اطلع عليه وجده مصنوعا من رخام ومغطى برمل إلا رأسه، فطلب منه أن يستنطقه فجعل الرجل أصبعه على فتحة في رأسه وحبس خروج الريح منه حتى يغ مره، فلما فتحه خرج منه ذلك الريح المنحبس مرددا عبارة ت قول: “هاتان المدينتان كانتا لشداد وشديد ابني عاد، ماتا وصارا إلى الراب، من ذا الذي يبقى على الحدثان؟”، وكلما أعاد تلك الحيلة عاد الصنم إلى ترداد جملته تلك )نفائس الأصول: 1/ وانتهى القرافي في سرد كل هذه القصص والمغامرات إلى قاعدة ذهبية في الكلام وفي حدّه، حيث أبرز اتفاق العقلاء على أن “الأصوات لا تفتقر للحياة، وإذا نطق الجماد بالكلام فهو كلام عند العرب)نفائس الأصول: 1/ 442 وفي ظل التقدم التقني الكبير الذي نشاهده من حولنا على كافة المستويات، وإحلال الرّقْمَنة مكان الإنسان في كافة الوظائف والمِهَن والنشاطات، والعبادات والمعاملات ولابد علينا من مناقشة قضايا تتعلق بالذكاء الاصطناعي في جوانب متعددة، مثل ما يتعلق بالشريعة، ومايتعلق باالعبادات وغيرها. وعلى سبيل المثال الأحكام الفقهية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.١الذكاء الاصطناعي وأثره في العقود والمعاملات .٢برام العقود في التجارة الإلكترونية بواسطة الوكيل الذكي .(Intelligent Agent. ٣عقد الزواج الذكي (التوثيق بواسطة الروبوت ٤ تطوير الروبوتات (Robotics) وما يتعلق به من أحكام ٥.المسؤولية والضمان فيما تحدثه الروبوتات المستقلة من أضرارٍ في الشريعة الإسلامية.: ٦ زرع الروبوتات لتعزيز القدرات البيولوجية للإنسان . ٧الأطراف الصناعية الروبوتية وكذلك خطبة الجمعة وصلاة العيدين، هل يصح أن يؤم المصلين ويخطب لهم ؟هل يمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالإمامة بالمصلين في المسجد إذا كان حافظًا للقرآن الكريم ويقرأ بالإحكام المنضبطة ؟! وفيما يتعلق بالزكاة.. هل تجب عليه الزكاة في حالة كونه مخاطبًا بالأحكام الشرعية وغيرها من القضايا ؟وفي الحج.. هل يمكن أن يؤدي مناسك الحج عن نفسه إذا كان مخاطبًا أو عن غيره إذا كان متوفيًا ؟وكذلك الصيام.. هل يحق له الصوم وغيره من المسائل التي تتوجب على المكلفين ؟وهل يقبل شهادته في باب القضاء أم لا؟ وهل تَعدِل شهادة الرجل أم المرأة التي هي نصف شهادة الرجل وفي باب الإمامة الكبرى هل يجوز أن يتولاها الذكاء الاصطناعي في حالة توافر الشروط فيه أم لا؟ وهل يستلزم ذلك الشروط التي اشترطها العلماء في اختيار الحاكم ؟وعن الآذان من الإنسان الذكي والذبح منه وحكم القراءة منه وسجود القراءة منه وغيرها من الأمور التي يطول ذكرها ٨ وعن انواع الروبوتات : السيارات المستقلة (ذاتية القيادة). : الطائرات المستقلة (ذاتية التوجيه). : الروبوتات المستقلة في مجال الصحافة والإعلام والتأليف. الإنسان الآلي البشري الاجتماعي الوراثة، وعلم التشريح،


أولا، تعريف الذكاء الاصطناعي: الذكاء الاصطناعي هو أحد فروع علم الحاسوب، وإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ومعناه أن يقوم الحاسب بمحاكاة عمليات الذكاء التي تتم داخل العقل البشري، ويمكن تعريف مصطلح الذكاء الاصطناعي -الذي يشار له بالاختصار (AI)- بأنه قدرة الآلات والحواسيب الرقمية على القيام بمهام معينة تحاكي وتشابه تلك التي تقوم بها الكائنات الذكية.] أساليب الذكاء الاصطناعي، أحمد هاني حماد، ص : قبل البحث عن فقه هذه القضية لابد من معرفة من فقه الوسائل في الشريعة الإسلامية حث الإسلام على الوسائل الجائزة حيث ورد في القرآن يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة خاصة في نشر الدعوة الإسلامية وفي مجال التعلم والتعليم وجدير بالقول إنه قد استخدمت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الوسائل الميسورة مثل الكتابة والخطابة والرسوم والخطوط والحوار والاختبار والرسائل وتعلم اللغة المختلفة وتدوين الكتب وفهم من هذا الوسائل المعروفة في كل عصر إذا أدت إلى الخير فهو خير واستعمالها جاءزة ونجد في العصر الراهن : الوسائل العصرية الكمبيوتر والشبكة وجات جيبي والإنسان الذكي الروبوت ولا تخالف جوانبها الإيجابية في الدعوة والبحث العلمي وتيسير الامور مثل استخدام كتب الفتاوى قال الإمام الشرواني في استخدام الوسائل العصرية في المعاملات ومثل الكتابة خبر السلك المحدث في الأزمنة المتأخرة في العقد به كناية. شرواني ومنع الفقهاء المعاملة برئية المبيع خلال الشاشات كما أورد ابن حجر في تحفته إذا رأي المبيع في زجاجة فلا يصح البيع وأورد النووي رحمه الله البيع بالهاتف وقال لو تنا ديا وهما متباعدان وتبايعا صح البيع بلا خلاف شرح المهذب 9\181 : ومنع الفقهاءكذالك بعض الامور الشرعية با الوسائل كالنكاح عبر الشبكات لعدم رئية حقيقية كما صرح بن حجر رحمه الله في التحفة وثبوت الهلال باالرءية با الآلة التي تكبر الصغير وتصغر الكبير كما في الشرواني ا ن رءية الهلال يجب أن يكون با العين المجردة لابواسطة التلسكوب والكاميرات والوسائل العصرية قال ابن حجر رحمه الله لا يثبت الهلال بواسطة نحو مرآة قال الشرواني كالماء والبلوري الذي يقرب البعيد ويكبر الصغير في النظر تحفة المحتاج و جواز استخدام بيت الإبرة القطب نما أو البوصلة في تعيين القبلة كما في التحفة والنهاية وجواز السفر بقطع المسافات الطويلة بمركب عصري قال في المنهاج فلوقطع الأميال فيه في ساعة (لشدة الهواء ) قصر والله أعلم تحفة المحتاج قال في الشرواني ويجوز الاعتماد علي بيت الإبرة في دخول الوقت والقبلة لافادتها الظن بذالك كما يفيده الاجتهاد أفتى به الوالد رحمه الله قضيته أن بيت الإبرة في مرتبة المجتهد لكن تعبيره بجواز الاعتماد يشعر بأنه مخير بين العمل وبين الاجتهاد شرواني ومسألة السجود بسماع القرآن من المسجل أو الراديو لأن الفقهاء بحثوا عن سنية السجود بقراءة الحيوان قال الإسنوي رحمه الله كلام الأصحاب مشعر بعدم استحباب السجود لقراءته ويفهم منها حكم السجود بسماع القرآن من الوساءل العصرية والفقهاء اشترطوا القراءة على سبيل القصد ومثلو لذلك كقراءة الطيور والدرة اي الببغاء


مغني المحتاج ١/٣١٣ تحفة المحتاج ٢/ ٢٠٨ ففهم منها السجود بسماع القرآن من الإنسان الذكي وغيره من الوساءل العصرية اما استماع القران لقراءة الإنسان الالي فكحكم الاستماع لقرءة الإنسان لأن الله قال "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا" على صيغة المجهول


اتخاذ الإنسان الآلي في الفقه حكم اتخاذ الروبوتات على صورة الإنسان أو غيره من ذوات الأرواح لا يجوز رسمه،في نظر الفقه الإسلامي لأن من يفعل ذلك إنما يرسم في الحقيقة صورة إنسان أو صورة ذي الروح التي صنع على هيئة الروبوت، لكن إذا كان ناقص الخلقة كفاقد الرأس أو كان على غير شكل الإنسان أو غيره فلا حرج,ا ويستدل لهذا القول بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ وكذلك يستدل له بقول الله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي رواه البخاري(5953)، ومسلم(2111).رواه البخاري (5607)، ومسلم (2108 قال الإمام النووي رحمه الله قال أصحابنا وغيرهم من العلماء : تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم ، وهو من الكبائر ؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث ، وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره ، فصنعته حرام بكل حال ؛ لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى ، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها . وأما تصوير صورة الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام . هذا حكم نفس التصوير شرح مسلم. هذا تلخيص مذهبنا في المسألة ، وبمعناه قال جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، وهو [ ص: 268 ] مذهب الثوري ومالك وأبي حنيفة وغيرهم .وقال بعض السلف : إنما ينهى عما كان له ظل ، ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل ، وهذا مذهب باطل ؛ فإن الستر الذي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد أنه مذموم ، وليس لصورته ظل ، مع باقي الأحاديث المطلقة في كل صورة . شرح مسلم هكذا في التحفة والمغني والنهاية وغيرها من الكتب الفقهية أما قول بعض المعاصرين 'اتخاذ الإنسان الذكي على شكل الإنسان جائز إذا كانت المصلحة راجحة' فمرفوض لأن هناك إمكانيات بشكل غير الإنسان


أما تعيين الإنسان الذكي في وظائف المساجد "الأذان والإمامة" فلا يصح لأن شروط الأذان الإمامة المذكورة في الفقه غير متوفرة فيه على سبيل المثال ١دخول الوقت .٢ أن يكون باللغة العربية.3. رفع الصوت به، بحيث يسمع بعض الجماعة، أو يسمع نفسه، إن كان منفردًا.4. الترتيب، والموالاة بين ألفاظ الأذان.5. أن يكون المؤذن مسلمًا عاقلًا مميزًا ذكرًا، فلا يصح أذان الكافر، أو المجنون، أو غير المميز، كما لا يصح أذان النساء.ويكره أذان الفاسق.ويشترط للأذان النية كذلك.والمرأة لا أذان عليها .قال ابن حجر رحمه الله (وَشَرْطُ الْمُؤَذِّنِ)وَالْمُقِيمِ (الْإِسْلَامُ، وَالتَّمْيِيزُ) فَلَا يَصِحَّانِ مِنْ كَافِرٍ وَغَيْرِ مُمَيِّزٍ كَسَكْرَانَ لِعَدَمِ تَأَهُّلِهِمْ لِلْعِبَادَةِ فِي الْكُفْرِ وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ نَصْبِ نَحْوِ الْإِمَامِ لَهُ تَكْلِيفُهُ وَأَمَانَتُهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِالْوَقْتِ، أَوْ مَرْصَد لِإِعْلَامِهِ بِهِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ وِلَايَةٌ فَاشْتُرِطَ كَوْنُهُ مِنْ أَهْلِهَا (وَ) شَرْطُ الْمُؤَذِّنِ (الذُّكُورَةُ) فَلَا يَصِحُّ أَذَانُ امْرَأَةٍ وَخُنْثَى لِرِجَالٍ وَخَنَاثَى وَلَوْ مَحَارِمَ كَإِمَامَتِهَا لَهُمْ وَأَذَانُهُمَا لِلنِّسَاءِ جَائِزٌ كَمَا مَرَّفيه تحفة المحتاج أما حكم المعاملة من سوق ذكي فمعلوم من مسألة المعاطاة هذه المسألة بحثها الفقهاء ايجابيا وسلبيا وقد وردت تعاريف كثيرة عن المعاطاة. قال الخطيب في المغني أن يتفقا على ثمن ومثمن من غير إيجاب ولا قبول وقد يوجد لفظ من أحدهما (مغني المحتاج) تعريف الحنفية وضع الثمن وأخذ المثمن عن تراض منهما من غير لفظ حاشية روض المربع شرح زاد المستقنع ٤/٣٣٠البحر الرائق شرح كنز الدقائق ٥/٢٩١ وعند المالكية أن يعطيه الثمن بلا إيجاب ولا استيجاب والمقصود من البيع إنما هو أخذ ما في يد غيرك بعوض ترضاه فلا يشترط القول فيكفى الفعل مواهب الجليل شرح مختصر الخليل قال الإمام النووي رحمه الله في شرح المهذب ٩/١٩١ واختار جماعة من أصحابنا جواز البيع بالمعاطاة فيما يعد بيعا . وقال مالك : كل ما عده الناس بيعا فهو بيع ، وممن اختار من أصحابنا أن المعاطاة - فيما يعد بيعا - صحيحة وأن ما عده الناس بيعا فهو بيع ، صاحب الشامل والمتولي والبغوي والروياني ، وكان الروياني يفتي به وقال المتولي : وهذا هو المختار للفتوى ، وكذا قاله آخرون . وهذا هو المختار ، لأن الله تعالى أحل البيع ولم يثبت في الشرع لفظ له فوجب الرجوع إلى العرف فكل ما عده الناس بيعا كان بيعا نظرا إلى هذه يفهم جواز المعاملة في سوق ذكي مع اجتماع أركان البيع من عدم تطويل الفصل بين الإيجاب والقبول وتوافق الإيجاب والقبول لفظا أو كتابة وعدم تخلل كلام اجنبي ووجود العاقدان والأهلية والولاية وأن يكون قابلا لحكم العقد شرعا ومعلوما للطرفين مقدورا على تسليمه مملوكا لبائعه


ضمان قتل الروبوتات الروبوتات القاتلة، أو الإنسان الآلي القاتل نتيجة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تتسارع وتيرة الأسلحة التي يمكنها تحديد العدو بشكل ذاتي ومستقل ثم تتخذ قرارا ميدانيا -قد يتضمن قتل البشر- دون وجود ضابط يوجه الهجوم أو جندي يسحب الزناد. ومن المتوقع أن تصبح تلك الآلات بمرور الوقت أساس الحروب والعمليات العسكرية الجديدة، ويُطلق عليها اسم أنظمة الأسلحة المميتة الذاتية/ المستقلة، لكن مناهضيها يسمونها "الروبوتات القاتلة : فعلى سبيل المثال، إذا ارتكب الروبوت جريمة حرب، هل سيعتبر ضابط القيادة في ساحة الصراع مسؤولًا؟ أم أن المسؤولية ستتوقف عند المسؤولين الذين قرروا نشر الآلة العسكرية في المقام الأول؟ وهل سيكون مصنّع السلاح مسؤولًا هو الآخر أم لا هكذا اتلف الانسان الالي مال الغير وزرعه او صار سببا لموت رجل من المسؤل حكم هذه المسءلة وحكم ساءق ذكي معلوم من مسألة الضمان قال ابن حجر رحمه الله من كان مع دابة أو دواب ضمن إتلافها نفسا ومالا ليلا ونهارا لِأَنَّ فِعْلَهَا مَنْسُوبٌ إلَيْهِ وَعَلَيْهِ حِفْظُهَا وَتَعَهُّدُهَا تحفة/ كتاب الصيال /فصل في حكم إتلاف الدواب


:الذكاء الاصطناعي في مجال البحث أما استخدام الإنسان الآلي في مجال البحث والاستفسارفي الأمور الشرعية فلا بأس به إذا كان التسجيل فيه علي شكل مظبوط في رعاية عالم خبير كما يؤخذ العلوم من الكتب الفتاوي لكن للعالم بالاصول والقواعد وجدير بالقول والكتب التراثية والفتاوي في العصر الحديث يسجل رقميا وطلب التيسيرولتسهيل في مجال البحث والتعلم والتعليم امر جاءز قال الامام النووي رحمه الله وَلَا يَشْتَغِلُ بِنَسْخِهَا إنْ حَصَلَتْ بِالشِّرَاءِ لِأَنَّ الِاشْتِغَالَ أَهَمُّ إلَّا أَنْ يَتَعَذَّرَ الشِّرَاءُ لِعَدَمِ الثَّمَنِ أَوْ لِعَدَمِ الْكِتَابِ مَعَ نَفَاسَتِهِ فَيَسْتَنْسِخَهُ وَإِلَّا فَلْيَنْسَخْهُ (شرح المهذب ١/٣٩ وكاستخدام القرآن التمثيل المتنوع لتفهيم الأمور الدينية ويفهم من عبارة النووي رحمه الله إذا حصل على كتاب جامع ومكتبة شاملة أو مكتبة رقمية او انسان الي مظبوط يجوز الاعتماد على ذلك كما يعتمد على موسوعات كبيرة


ومسألة التكليف في الإنسان الآلي وتعيينه قاضيا وحاكما كما قال بعض المعاصرين مردود بالنظر إلى الشروط والآداب المذكورة في الكتب الفقهية من كونه رجلا وذكرا وعادلا و عالما عاقلا فإذا كان كذلك فلا سبيل إلى نيابته في العبادات خاصة في الحج وأما قول بعض المعاصرين بأن الذكاء الاصطناعي تفوق قدرته على قدرة الإنسان فيكون أفضل من الإنسان فخطأ ظاهر للجميع لان بعض الآلات التي صنعها الإنسان خاصة آلة مثيرة للتراب أكبر قوة من الإنسان هل يقول عاقل أنها أفضل من الإنسان

الدراسات

تعليقاتكم

المنشورات ذات الصلة

Loading